يعتبر الشرخ الشرجي من أكثر المشكلات المؤلمة التي تصيب منطقة الشرج، حيث يتسبب في ألم حاد وإحساس بالحرقة أثناء التبرز، مما يجعل المريض يعاني من قلق وتوتر متواصل في كل مرة يحاول فيها الإخراج، وبرغم أن الأعراض قد تبدو مزعجة وتؤثر على جودة الحياة اليومية.
فإن الاكتشاف المبكر للحالة وبدء العلاج المناسب يساهمان في تسريع عملية الشفاء وتجنب المضاعفات، وتتفاوت شدّة الأعراض بين الحالات الحادة والمزمنة، إلا أن التدخل الطبي المبكر، والعناية المنزلية، والتعديلات الغذائية، يساعدون في التئام الجرح واستعادة راحة المريض.
وفي هذا المقال سنتعرف معاً على ما هو الشرخ الشرجي وأسبابه، مع معرفة أهم الأساليب الطبية والطرق الطبيعية الحديثة لعلاجه، وكيف يمكن الوقاية منه عبر خطوات بسيطة تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتمنع تكرار الإصابة مستقبلاً.
ما هو الشرخ الشرجي
يعتبر الشرخ الشرجي أو ما يعرف بالتمزق في فتحة الشرج (Anal Fissure)، من الإصابات المؤلمة التي تصيب الغشاء المخاطي المبطن للجزء السفلي من المستقيم عند فتحة الشرج، حيث يحدث هذا التمزق نتيجة شد أو ضغط مفرط أثناء عملية الإخراج، مما يؤدي إلى جرح صغير لكنه عميق يسبب آلاماً حادة وحرقاناً شديداً أثناء التبرز.
وقد يستمر الألم حتى بعد الانتهاء من العملية، وعلى الرغم من أن هذا الشرخ يثير قلق المريض بسبب شدة أعراضه كالألم والنزيف.
إلا أنه لا يعد من الحالات الخطيرة، فمعظم حالات الشق الشرجي تكون سطحية وتلتئم خلال فترة قصيرة عند اتباع العلاجات المناسبة.
مثل استخدام المراهم الملطفة أو تعديل النظام الغذائي لتسهيل حركة الأمعاء.
ومع ذلك فإن إهمال العلاج أو استمرار العادات الخاطئة كالإمساك المزمن أو الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى تحول الحالة من شرخ حاد إلى شرخ مزمن يحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي، لذلك فإن التشخيص المبكر والاهتمام بالعلاج المناسب يعدان العاملين الأساسيين للشفاء السريع وتجنب المضاعفات المستقبلية.
اعراض الشرخ الشرجي
تعتبر أعراض الشرخ الشرجي من العلامات التي يصعب تجاهلها، حيث تسبب العديد من الآلام التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض، كما أنه يصنف ضمن الحالات التي تظهر بصورة مفاجئة، ولكنها إذا أهملته قد يتحول إلى مشكلة مزمنة تتطلب علاجاً ومتابعة مستمرة، وتتمثل أعراض الشرخ الشرجي فيما يلي:
- التمزق الظاهر أو الجرح الصغير: يلاحظ الطبيب وجود شق أو تمزق في الجلد المحيط بفتحة الشرج أثناء الفحص السريري، وهو السبب المباشر للألم الحاد الذي يشعر به المريض أثناء عملية التبرز.
- الألم الحارق أثناء الإخراج: يحدث نتيجة احتكاك البراز بالأنسجة الممزقة، ويستمر لساعات بعد التبرز، مما يسبب شعور مزعج بالحرقان.
- تورم جلدي بالقرب من موضع التمزق: يعرف هذا التورم باسم الزائدة الجلدية الحارسة، ويشير إلى أن الشق أصبح مزمناً أو أن الجسم يحاول حماية المنطقة المصابة من مزيد من الضرر.
- النزيف الشرجي: يظهر عادة على شكل قطرات من الدم الأحمر الفاتح على البراز أو ورق الحمام، وقد يلاحظ المريض تغيراً في لون ماء المرحاض، رغم أن كمية الدم تكون بسيطة في أغلب الحالات.
- تشنج عضلات المصرة الشرجية: يؤدي إلى زيادة الألم مع كل حركة للأمعاء، ويعيق التئام الجرح بشكل طبيعي.
- الحكة والتهيج في منطقة الشرج: تنتج عن الالتهاب المتكرر والرطوبة المستمرة، مما يزيد من انزعاج المريض وصعوبة الشعور بالراحة.
- ظهور زائدة جلدية أو علامة غير طبيعية في نهاية فتحة الشرج: تعد إشارة إلى تطور الحالة وتحولها إلى مرحلة متقدمة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
- تكرار الألم والشعور بوجود تمزق دائم: يعتبر مؤشراً واضحاً على وجود مشكلة تحتاج إلى فحص طبي فوري لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج فعالة، سواء كانت بالأدوية أو بالتدخل الجراحي البسيط.
اسباب شرخ الشرج
يعد الشرخ الشرجي من الحالات التي تحدث نتيجة تمزق في بطانة القناة الشرجية، حيث ينتج عن مجموعة من الأسباب والعوامل التي تختلف في شدتها وطبيعتها، وتتمثل أهمها فيما يلي:
- بعض أسباب الشق الشرجي تكون ناتجة عن ممارسات يومية أو مشاكل صحية بسيطة يمكن السيطرة عليها، بينما يرتبط البعض الآخر بأمراض مزمنة أو التهابات يصعب تفاديها.
- الإمساك المزمن يؤدي إلى تراكم البراز الصلب وصعوبة خروجه إلى شد وتمزق الأنسجة الحساسة المحيطة بفتحة الشرج، ومع التكرار، يزداد عمق الجرح ويتحول إلى شرخ مزمن يصعب شفاؤه.
- الشد المفرط في عضلات المصرة الشرجية يرفع الضغط داخل القناة الشرجية ويعيق تدفق الدم إلى الأنسجة، مما يقلل من مرونتها ويجعلها أكثر عرضة للتمزق.
- الالتهابات والأمراض المنقولة جنسياً مثل الزهري والهربس التناسلي، حيث تسبب هذه الأمراض تهيج الأنسجة وظهور تقرحات دقيقة تضعف الغشاء المخاطي وتسهل حدوث التمزق.
- الأمراض الالتهابية المزمنة للجهاز الهضمي كمرض كرون والتهاب القولون التقرحي اللذان يضعفان بطانة المستقيم ويجعلوها أكثر هشاشة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالشقوق.
- الإسهال المزمن أو المتكرر يسبب تهيج دائم في منطقة الشرج، ما يؤدي إلى ظهور تمزقات صغيرة تتطور إلى شقوق واضحة.
- الضغط الزائد على منطقة الحوض خلال الحمل ومجهود الولادة الطبيعي يزيدان خطر الإصابة بالشق الشرجي، خاصة في الأسابيع التالية للولادة نتيجة تمدد الأنسجة.
- قد يكون السبب وجود ورم خبيث في منطقة الشرج أو الإصابة بأمراض معدية خطيرة مثل السل أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
شكل الشرخ الشرجي بالصور
يظهر الشرخ الشرجي عادةً على هيئة تمزق طولي دقيق في بطانة القناة الشرجية لا يتجاوز طوله بضعة مليمترات، ولكنه يسبب ألماً حاداً يفوق حجمه البسيط، وقد يبدو الشرخ عند الفحص كجرح مفتوح صغير أو كخدش واضح في الأنسجة الداخلية لفتحة الشرج، تصاحبه علامات التهيّج والاحمرار نتيجة الالتهاب الموضعي، وفي بعض الحالات خاصةً عند استمرار الحالة لفترة طويلة دون علاج، يتحول الشرخ إلى مزمن فتبدأ المنطقة المحيطة به في الانتفاخ أو تكون زائدة لحمية صغيرة تعرف بالزائدة الجلدية الحارسة، وهي علامة مميزة على تطور الحالة، كما قد يظهر حول موضع الشرخ تورم خفيف أو احتقان بالأوعية الدموية، مما يجعل مظهر المنطقة أكثر حساسية، وتساعد الصور التوضيحية للشرخ الشرجي في فهم شكله بدقة والتفريق بين الشرخ الحاد والمزمن، مما يسهم في التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج مناسبة لكل حالة.
علاقة الشرخ الشرجي بألم البطن وهل الشرخ يسبب التهاب القولون؟
الشرخ الشرجي لا يؤدي بشكل مباشر إلى التهاب القولون، لكنه قد يترافق مع أعراض تشبه مشكلات القولون مثل ألم البطن والانتفاخ، فالإمساك المزمن أو الإسهال المتكرر يمكن أن يسببا آلاماً في البطن نتيجة اضطراب حركة الأمعاء، كما أن الخوف من الألم أثناء التبرز قد يدفع المصاب لتأجيل عملية الإخراج، مما يؤدي إلى احتباس الغازات والشعور بالانتفاخ والضغط في البطن، وفي بعض الحالات يشعر المريض بعدم الإفراغ الكامل للمستقيم، وهو عرض يحتاج لتقييم طبي للتأكد من عدم وجود مشكلة مصاحبة في القولون.
مضاعفات تأخير علاج الشرخ الشرجي
إهمال علاج الشرخ الشرجي أو تجاهل أعراضه قد يؤدي إلى مضاعفات مزمنة يصعب السيطرة عليها مع مرور الوقت، فعدم التئام الجرح خلال فترة تتجاوز شهرين يُحول الحالة من شرخ حاد إلى شرخ مزمن يحتاج إلى تدخل طبي متقدم سواء بالعلاج الدوائي أو الجراحي، كما أن تكرار الإصابة من حين لآخر يجعل الأنسجة أكثر ضعفاً ويزيد من الألم وصعوبة الشفاء الكامل، وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يحدث تمزق في عضلات المصرة الشرجية، مما يعقد عملية الالتئام ويؤثر على التحكم الطبيعي في الإخراج، لذلك فإن سرعة استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض تظل المفتاح الأساسي لتفادي المضاعفات وضمان شفاء آمن وسريع.
تشخيص الشرخ الشرجي طبيا
قبل البدء في علاج الشرخ الشرجي لا بد من إجراء تشخيص دقيق لتحديد نوع الشق وخصائصه، وذلك لأن الخطة العلاجية تعتمد بشكل أساسي على طبيعة الحالة ومدى تطورها، حيث يقوم الطبيب عادة بتقييم الحالة من خلال مراجعة الأعراض التي يصفها المريض، إلى جانب الفحص السريري المباشر الذي يساعد على تحديد عمق الشرخ ومدته وشدته، ويتم تصنيف الشرخ الشرجي عادةً وفق ثلاثة محاور رئيسة:
- من حيث المدة: ينقسم إلى شرخ حاد وشرخ مزمن، فالأول يظهر فجأة ويسبب ألماً شديداً في فترة قصيرة لا تتجاوز ستة أسابيع، بينما الثاني يستمر لفترة أطول مع أعراض متكررة وصعوبة في الالتئام.
- من حيث التعقيد: هناك شرخ بسيط يكون سطحي وسهل العلاج من خلال المراهم الموضعية وتعديل النظام الغذائي، أما الشق المعقد فيكون أعمق وأكثر ألم، ويحتاج إلى تدخل طبي متقدم مثل الحقن أو الجراحة.
- من حيث المدة الزمنية للأعراض: يعتمد هذا التصنيف لتقدير تطور الحالة، فكلما طالت مدة الأعراض زادت احتمالية تحول الشرخ من حاد إلى مزمن.
الفرق بين الشرخ والبواسير؟
عند إصابة الشخص بالبواسير تبدأ مجموعة من الأعراض المزعجة في الظهور، أبرزها الإحساس بالحكة المستمرة في محيط فتحة الشرج، مع شعور مزعج بالامتلاء أو الثقل في تلك المنطقة، بالإضافة إلى ألم يزداد أثناء التبرز أو بعده مباشرة، وقد يلاحظ المصاب أحياناً نزيفاً بسيطاً على شكل نقاط من الدم بعد الإخراج نتيجة احتقان الأوردة، أما في حالة الإصابة بالشرخ الشرجي، فطبيعة الألم تختلف تماماً، حيث يكون أشبه بإحساس وجود قطع زجاجي حاد داخل القناة الشرجية أثناء مرور البراز، مما يسبب ألماً حارقاً شديداً يستمر حتى بعد الانتهاء من عملية التبرز بفترة، وهذا الألم يعد من العلامات الفارقة التي تساعد الأطباء في التفريق بين البواسير والشرخ الشرجي، حيث يوضح اختلاف طبيعة كل منهما من حيث السبب والأعراض وشدة التأثير على حياة المريض اليومية.
متى يكون الشرخ خطير؟ ويجب التوجه للطبيب
على الرغم من أن أغلب حالات الشرخ تبدأ بآلام بسيطة أو انزعاج مؤقت أثناء التبرز، إلا أن تجاهل بعض العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات يصعب علاجها، حيث يكون الشرخ الشرجي خطيراً عندما يتحول من حالة حادة إلى مزمنة، أي عندما لا يلتئم الجرح بعد مرور ثمانية أسابيع رغم الالتزام بالعلاج أو عند تكرار الإصابة أكثر من مرة، مما يدل على وجود ضعف في العضلات الداخلية المسؤولة عن التحكم في الإخراج، كما يزداد الخطر عندما يمتد التمزق إلى العضلات العاصرة، فيصعب الشفاء وتظهر مشكلات في السيطرة على عملية التبرز، وبالرغم من فعالية العلاج الجراحي في بعض الحالات، إلا أنه قد يحمل مخاطر كفقدان مؤقت أو دائم للتحكم في الإخراج إذا تأثرت العضلات المحيطة بالشرج.
ما هي طرق علاج الشرخ الشرجي؟
تتنوع طرق علاج الشرخ الشرجي بحسب شدة الحالة ومدى تطورها، ويهدف العلاج في الأساس إلى تخفيف الألم، وتحفيز التئام الأنسجة، ومنع تكرار التمزق، وتنقسم أساليب العلاج إلى طرق غير جراحية وأخرى دوائية أو جراحية، وقد يلجأ الأطباء في بعض الحالات المتقدمة إلى تقنيات حديثة مثل الليزر أو حقن البوتوكس، وذلك لما لها من نتائج فعالة وسريعة.
العلاج الجراحي للشرخ الشرجي
في الحالات المتقدمة أو المستعصية التي لا تستجيب لأي من العلاجات، قد يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي، حيث يعد قطع جزء بسيط من عضلة المصرة الداخلية الإجراء الأكثر شيوعاً وفعالية، حيث يساعد هذا الإجراء على تخفيف الضغط والسماح بتدفق الدم بصورة طبيعية، مما يعزز التئام الشرخ نهائياً، كما تجرى الجراحة عادة تحت تخدير كلي أو نصفي، وتتميز بنسبة نجاح مرتفعة جداً مع انخفاض معدلات تكرار الإصابة، خاصة عند الالتزام بالعناية اللاحقة ونمط الحياة الصحي.
العلاج الغير جراحي
يعد الخيار الأول في المراحل المبكرة من الإصابة، حيث يركز على تخفيف الألم وتحسين حركة الأمعاء دون الحاجة إلى تدخل طبي معقد، ويشمل ذلك الجلوس اليومي في ماء دافئ لمدة 10 إلى 15 دقيقة لتقليل التهيج وتحفيز تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مع الحفاظ على نظافة الشرج باستخدام محلول ماء وملح خفيف لتطهيره بلطف، كما ينصح باتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، إلى جانب الإكثار من شرب الماء لتجنب الإمساك الذي يعد المسبب الأول للشرخ، وفي بعض الحالات يمكن استخدام زيت الزيتون أو المراهم الطبيعية المرطبة كوسيلة لتقليل الالتهاب وتهدئة الألم، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي وصفة منزلية لضمان السلامة وتجنب تهيج المنطقة.
العلاجات الدوائية
تعتمد العلاجات الدوائية على استخدام المراهم الموضعية التي تحتوي على مواد مخدرة مثل الليدوكايين لتخفيف الألم، وأخرى موسعة للأوعية مثل مرهم النيتروغليسيرين أو الديلتيازيم التي تساعد على ارتخاء عضلات المصرة الشرجية وتعزيز الشفاء، وفي حالة وجود عدوى أو التهابات مصاحبة، قد يصف الطبيب مضادات حيوية موضعية أو فموية للسيطرة على العدوى، حيث تهدف هذه العلاجات إلى معالجة السبب المباشر للألم والتشنج، وتحسين تدفق الدم في المنطقة المصابة، مما يساعد على التئام الجرح بشكل أسرع وأكثر أماناً.
حقن البوتوكس
تعتبر حقن البوتوكس واحدة من أحدث الطرق العلاجية الفعالة التي تغني عن الجراحة في كثير من الحالات المزمنة، حيث تعمل هذه التقنية على إرخاء عضلات المصرة الشرجية مؤقتاً لمدة عدة أشهر، مما يقلل التشنج ويسمح للأنسجة المصابة بالالتئام الطبيعي، كما تعد حقن البوتوكس خياراً آمناً وسريعاً للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الدوائي، كما أنها تتم تحت تخدير موضعي ودون الحاجة إلى فترة نقاهة طويلة.
العلاج بأدوية الشرخ الشرجي
تتوفر في الصيدليات مجموعة متنوعة من الأدوية التي تساعد في علاج الشرخ الشرجي سواء عن طريق المراهم أو التحاميل، وتستخدم لتقليل الألم وتسريع التئام الأنسجة، حيث تحتوي بعض هذه الأدوية على مرطبات طبية تخفف الجفاف وتمنع تشقق الجلد، كما على إرخاء العضلات المحيطة بالشرخ لتقليل الضغط أثناء التبرز، مع العلم أنه يجب استخدام هذه الأدوية وفق إرشادات الطبيب فقط، لأن الاستخدام العشوائي أو المفرط قد يسبب تهيجاً أو حساسية موضعية، كما أن بعض المكونات قد لا تناسب جميع الحالات.
علاج الشرخ الشرجي بالليزر ومميزاته
أحدثت تقنية الليزر طفرة في علاج أمراض المستقيم والشرج، ومن أبرزها الشرخ الشرجي، حيث يستخدم الليزر لتبخير الأنسجة التالفة وتحفيز التئام الجرح دون نزيف أو ألم يذكر، مع الحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة، ويتميز العلاج بالليزر بأنه سريع، وآمن، ودقيق، ولا يحتاج المريض بعده إلى إقامة طويلة في المستشفى أو فترة تعافٍ كبيرة، كما أنه يقلل من احتمالية العدوى أو عودة الشرخ مجدداً، ويوصى به في الحالات المزمنة أو المتكررة التي فشلت في الاستجابة للعلاجات التقليدية، وذلك لما يقدمه من نتائج فعالة ومريحة للمريض.
علامات شفاء الشرخ
هناك مجموعة من العلامات التي تدل على شفاء الشرخ الشرجي، وتتمثل أهمها فيما يلي:
- تراجع الألم بشكل واضح، حيث يبدأ المريض بملاحظة انخفاض حدة الألم أثناء التبرز وبعده، مع شعور متزايد بالراحة وسهولة في عملية الإخراج.
- توقف النزيف في البراز أو على ورق الحمام من أولى العلامات الإيجابية على التئام الأنسجة واستعادة الغشاء المخاطي لسلامته.
- ظهور الحكة الخفيفة بالرغم من أنها مزعجة، إلا أنها تشير إلى بدء تجدد الجلد ونشاط الجسم في ترميم الجرح.
- تقل الآلام المصاحبة للجلوس أو الحركة تدريجياً، مما يدل على أن الالتهاب والتهيج قد تراجعت بشكل ملحوظ.
- يلاحظ الطبيب أو المريض أن الجرح أصبح أقل عمقاً وبدأ يندمل بوضوح.
- في بعض الحالات التي كان فيها تورم أو زائدة جلدية، يختفي هذا العرض تدريجياً مع اكتمال التئام الشرخ واستعادة المنطقة لوضعها الطبيعي.
مدة شفاء والتئام الشرخ
يلتئم الشرخ الشرجي خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع عند اتباع أساليب العلاج البسيطة وتعديل نمط الحياة، ولكن في حالة استمرار الأعراض لفترة تتجاوز 8 أسابيع دون تحسن واضح، فإن الحالة تصنف على أنها شرخ مزمن، مما يستدعي تدخلاً طبياً، فاستمرار التمزق لفترة طويلة قد يؤدي إلى تشنج عضلات المصرة الشرجية وصعوبة تدفق الدم إلى المنطقة، مما يعيق عملية الشفاء الطبيعي، وفي هذه المرحلة يقوم الطبيب بتقييم الحالة بدقة لتحديد نوع العلاج الأنسب، والذي قد يتضمن المراهم الطبية الموسعة للأوعية أو الحقن أو في بعض الحالات الجراحة البسيطة التي تهدف إلى تسهيل التئام الجرح ومنع تكرار حدوثه.
متى يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي في حالات الشق اشرجي؟
يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي عندما يفشل العلاج الدوائي والعناية المنزلية في شفاء الشرخ خلال فترة تتجاوز 6 إلى 8 أسابيع أو في الحالات المزمنة التي يصاحبها ألم شديد وتشنج دائم في عضلات الشرج، وتجرى الجراحة عادة لتقليل ضغط العضلات وتحسين تدفق الدم في المنطقة، مما يساعد على التئام الجرح ومنع تكراره.
هل يمكن ان يشفى الشرخ من تلقاء نفسه؟
نعم، في معظم الحالات الحادة والبسيطة يمكن أن يشفى الشرخ الشرجي خلال أسابيع قليلة مع الالتزام بنظام غذائي غني بالألياف، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنب الإجهاد أثناء التبرز، كما تساعد المراهم الملطفة والحمامات الدافئة في تسريع عملية الشفاء وتخفيف الألم.
أسباب عدم التئام الشرخ
من أبرز أسباب تأخر التئام الشرخ استمرار الإمساك المزمن أو التبرز المتكرر ببراز صلب أو قلة تدفق الدم إلى المنطقة بسبب تشنج العضلات المحيطة، كما أن إهمال العلاج أو تأجيل استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تحوّل الشرخ إلى حالة مزمنة يصعب شفاؤها دون تدخل طبي.
هل الامساك يزيد الشرخ؟
فالإمساك من أهم العوامل التي سوء حالة الشرخ الشرجي، فمحاولات الإخراج القوية مع البراز الصلب تزيد من تمزق الأنسجة وتمنع التئام الجرح، لذلك ينصح بتجنب الإمساك عبر تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه، والإكثار من شرب الماء يومياً.
هل الجلوس يزيد الشرخ؟
الجلوس لفترات طويلة خاصة على الأسطح الصلبة، يزيد من الضغط على منطقة الشرج ويؤدي إلى تأخير الشفاء، لذلك يفضل تقليل فترات الجلوس المتواصل، واستخدام وسادة مريحة، وأخذ فترات راحة للحركة بين الحين والآخر.
هل يمكن الوقاية من الشق الشرجي؟
يمكن الوقاية من الشق الشرجي بسهولة عبر الحفاظ على حركة أمعاء منتظمة، وتجنب الإمساك أو الإسهال المزمن، وتبني نظام غذائي متوازن يحتوي على ألياف كافية وسوائل كثيرة، كما ينصح بممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام، وتجنب الإجهاد أثناء التبرز للحفاظ على سلامة الأنسجة المحيطة بفتحة الشرج.
وفي الختام، يبقى التعرف المبكر على أعراض الشرخ الشرجي والبدء في العلاج في الوقت المناسب هو الخطوة الأهم لتجنب المضاعفات، لذلك إذا كنت تعاني من أي من الأعراض التي تعرفنا عليها مسبقاً، فلا تتردد في التواصل مع عيادة دكتور أيمن أبو ليلة استشاري الجراحة العامة والأورام للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل الذي يضمن لك الشفاء التام والتخلص من الألم نهائياً.