يعد الناسور الشرجي من الأمراض الشرجية المزعجة التي تؤثر بشكل كبير على حياة المريض الجسدية والنفسية، وذلك نظراً لحساسية المنطقة المصابة وصعوبة تحمل الألم المصاحب لها، حيث يعرف الناسور بأنه قناة أو نفق غير طبيعي يتكون بين فتحة الشرج والجلد المحيط بها، وأحياناً بين الشرج والمستقيم أو أحد أجزاء الأمعاء، وهو وضع غير طبيعي على الإطلاق في جسم الإنسان.
وتنشأ هذه القناة نتيجة التهابات متكررة في الغدد الشرجية تؤدي إلى تكون خراج، ومع مرور الوقت وغياب العلاج المناسب.
ينفجر هذا الخراج ليخلف وراءه ممراً مليئاً بالصديد، فيسبب ألماً حاداً مستمراً يزداد عند الجلوس أو التبرز، وقد يترافق مع نزيف أو إفرازات ذات رائحة كريهة، ولا يقتصر تأثير الناسور على الجانب الجسدي فقط، بل يمتد إلى الجانب النفسي، حيث يشعر المريض بالحرج والانزعاج المستمر، مما يجعله في حاجة إلى تشخيص دقيق وعلاج سريع لتجنب المضاعفات المحتملة واستعادة راحته وحياته الطبيعية.
ما هو الناسور الشرجي؟
يعرف الناسور الشرجي بأنه نفق ضيق يتكوّن بين السطح الداخلي للقناة الشرجية وبين الجلد الخارجي المحيط بفتحة الشرج، ويتكون هذا النفق نتيجة حدوث التهاب أو عدوى في إحدى الغدد الشرجية الصغيرة الموجودة داخل جدار القناة الشرجية.
بالإضافة إلى أنه يعد من الحالات المرضية التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مخصص بدقة للناسور الشرجي، وذلك لأنه يمكن أن يسبب تهيجاً مستمراً.
وإفرازات مزعجة، وألماً متقطعاً قد يزداد مع حركة الأمعاء أو الجلوس لفترات طويلة، وتتمثل خطورته في احتمالية تكرار العدوى وتكون خراجات جديدة إذا لم يعالج بشكل مناسب أو تغلق القناة المصابة جراحياً بطريقة صحيحة.
أعراض الناسور الشرجي
يعد الناسور الشرجي من الحالات المؤلمة والمزعجة التي تظهر أعراضها تدريجاً وتؤثر على حياة المريض بشكل ملحوظ، حيث تختلف حدة الأعراض من شخصٍ لآخر، وذلك وفقاً لمكان الناسور وعمقه، إلا أن هناك علامات شائعة تعد مؤشراً واضحاً على وجود المشكلة، وتتمثل أهم هذه الأعراض فيما يلي:
صعوبة التبرز
من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بالناسور الشرجي هي صعوبة التبرز والشعور بالألم الشديد أثناء عملية الإخراج، حيث يزداد الضغط على القناة المصابة أثناء مرور البراز، مما يؤدي إلى تهيج الأنسجة الداخلية والشعور بحرقة في فتحة الشرج، ومع تكرار ذلك، يبدأ المريض في تجنب التبرز خوفاً من الألم، مما يسبب الإمساك، وفي بعض الأحيان قد يشعر المريض بانسداد جزئي في الممر الشّرجي نتيجة الالتهاب أو التورم المحيط بالقناة المصابة.
ألم في منطقة الشرج
الألم في منطقة الشرج يعتبر من أكثر الأعراض المزعجة للناسور الشرجي، حيث يبدأ الألم عادة بشكل خفيف، ولكنه يزداد حتى يصبح مستمراً ومؤلماً بشدة عند الجلوس أو المشي أو حتى السعال، ويزداد الألم خلال حركات الأمعاء، حيث يتعرض جدار القناة المصابة للشد والاحتكاك، وقد يمتد الشعور بالألم إلى الأنسجة المجاورة مسبباً إحساساً بالثقل أو الضغط في المنطقة السفلية من الحوض.
إفرازات صديدية أو دموية
تعد الإفرازات الصديدية من العلامات المميزة للناسور الشرجي، حيث تتسرب من الفتحة الخارجية للقناة المتكونة في الجلد.
وتمتاز هذه الإفرازات برائحتها الكريهة ولونها الأصفر أو الأخضر نتيجة العدوى البكتيرية المستمرة، وفي بعض الحالات تمتزج هذه الإفرازات بكمية قليلة من الدم بسبب تآكل الأنسجة الداخلية.
واحتكاكها أثناء الجلوس أو التبرز، وتتسبب هذه الإفرازات المستمرة في تهيج الجلد المحيط بالشرج، مما يؤدي إلى الحكة والالتهاب المزمن وربما ظهور تشققات مؤلمة.
التهابات وتورم وانتفاخ
نتيجة للالتهاب المزمن في الأنسجة المحيطة بالقناة الناسورية، تظهر علامات واضحة من التورم والانتفاخ في المنطقة المحيطة بفتحة الشرج، وقد يشعر المريض بوجود كتلة صغيرة مؤلمة تزداد حجماً مع مرور الوقت خاصة إذا تراكم الصديد داخلها، ويصاحب هذا التورم في كثير من الأحيان ارتفاع في درجة الحرارة أو الشعور بالحمى والقشعريرة، وهي مؤشرات على انتشار العدوى في الأنسجة، كما يلاحظ المريض احمرار الجلد ودفئه عند اللمس، مما يدل على وجود التهاب نشط.
أسباب الناسور الشرجي
تحدث الإصابة بالناسور الشرجي عادة نتيجة التهابات أو خراجات في الغدد الشرجية، حيث يؤدي تراكم الصديد داخلها إلى تكون قناة غير طبيعية تصل بين الجلد وفتحة الشرج، وقد تنشأ هذه الحالة أيضاً بسبب الجروح أو الشقوق المتكررة في منطقة الشرج.
التعرض للجروح في منطقة الشرج والإصابة بالعدوى
قد يؤدي حدوث جرح أو شق صغير في منطقة الشرج إلى دخول البكتيريا داخل الأنسجة، مما يسبب التهابات تتطور مع الوقت إلى خراج ثم إلى ناسور شرجي.
وغالباً تحدث هذه الجروح نتيجة الإمساك المزمن أو أثناء العمليات الجراحية أو نتيجة إصابات مباشرة في المنطقة، ومع إهمال علاجها تبدأ العدوى في الانتشار وتشكل قناة ناسورية تصل بين الجلد والجزء الداخلي من الشرج.
الالتهابات الشرجية المزمنة
تعد الالتهابات المزمنة في الغدد الشرجية من الأسباب الأكثر شيوعاً لتكون الناسور الشرجي، حيث تؤدي إلى انسداد هذه الغدد وتراكم الصديد بداخلها، ومع مرور الوقت، ينفجر هذا الالتهاب ويكون ممراً غير طبيعي لتصريف الصديد، وهو ما يعرف بالناسور، وتزداد احتمالية حدوث هذه الالتهابات لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة أو أمراض مزمنة مثل السكري أو التهابات الأمعاء المزمنة.
أعراض الناسور الشرجي وشكل الناسور الشرجي في مراحله المختلفة
تعد أعراض الناسور الشرجي من أكثر الأعراض المزعجة التي تؤثر بشكل واضح على حياة المريض اليومية.
حيث تسبب له ألماً مستمراً وصعوبة في القيام بأبسط الأنشطة مثل الجلوس أو الحركة أو حتى استخدام الحمام، وغالباً تبدأ الأعراض بشكل بسيط ثم تتطور تدريجياً ما لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.
ومن أبرز علامات الناسور الشرجي الالتهاب الشديد في الجلد المحيط بفتحة الشرج، يرافقه تورم واحمرار ملحوظان نتيجة تجمع الصديد داخل القناة الناسورية، كما يعاني المريض من إفرازات مستمرة تحتوي على دم أو صديد تظهر أثناء التبرز أو بعده.
وقد تصاحبها رائحة كريهة مزعجة ناتجة عن الالتهاب المستمر في المنطقة، وفي بعض الحالات يظهر خراج مؤلم يسبب ارتفاعاً في درجة الحرارة والشعور بالإرهاق العام.

كيفية تشخيص الناسور الشرجي؟ وما الفرق بين الناسور والبواسير والشرخ؟
يعتبر تشخيص الناسور الشرجي خطوة دقيقة تتطلب فحصاً طبياً شاملاً، لأن أعراضه قد تتشابه في بعض الأحيان مع أمراض أخرى تصيب منطقة الشرج مثل البواسير أو الشرخ الشرجي.
حيث يتميز بوجود قناة غير طبيعية تربط بين القناة الشرجية والجلد الخارجي، وغالباً تكون مصحوبة بإفرازات صديدية مزمنة، أما البواسير فهي عبارة عن تورم في الأوعية الدموية المحيطة بالشرج.
وقد تسبب نزيفاً أو ألماً عند التبرز دون وجود قناة أو فتحة خارجية، ولأن التمييز بين هذه الحالات الثلاث يتطلب دقة في الفحص وفهماً لطبيعة كل منها، يعتمد طبيب متخصص في علاج الناسور مثل دكتور ايمن ابوليلةعلى مجموعة من الطرق التشخيصية التي تساعده على تحديد موقع الناسور، وعمقه، واتجاهه داخل الأنسجة، ومدى ارتباطه بعضلات الشرج.
الفحص السريري
يعد الفحص السريري الخطوة الأولى في تشخيص الناسور الشرجي، حيث يقوم الطبيب بفحص المنطقة المحيطة بفتحة الشرج بعناية شديدة للبحث عن أي فتحة خارجية أو انتفاخ أو تهيج جلدي.
وقد يضغط الطبيب برفق على المنطقة للتحقق من وجود صديد أو إفرازات تخرج من فتحة صغيرة، وهو دليل واضح على وجود قناة ناسورية، وفي بعض الحالات، يجرى الفحص تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام لتقليل الألم والسماح للطبيب بفحص أعمق ودقيق داخل القناة الشرجية.
وهذا الإجراء يساعد على تحديد مسار الناسور واتجاهه، وهل هو بسيط يمر بالقرب من الجلد فقط، أو معقد يمتد إلى الأنسجة العميقة والعضلات المحيطة بالشرج.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من أدق الوسائل التشخيصية الحديثة المستخدمة للكشف عن النواسير الشرجية، خصوصاً في الحالات المعقدة التي لا يمكن تحديدها من خلال الفحص الظاهري، حيث يساعد هذا الفحص في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد تفصيلية للمنطقة.
مما يمكن الطبيب من رؤية مسار القناة الناسورية بوضوح، ومعرفة ما إذا كانت متصلة بعضلات التحكم في الشرج أو تمتد إلى أجزاء أخرى من الحوض، كما يتيح الرنين المغناطيسي تمييز الأنسجة المصابة بالالتهاب عن الأنسجة السليمة، مما يسهم في وضع خطة علاج دقيقة تجنب المريض مضاعفات محتملة أثناء الجراحة أو بعدها.
الرنين المغناطيسي
قد يطلب الرنين المغناطيسي التحليلي المتقدم في بعض الحالات الخاصة التي تحتاج إلى تقييم أكثر دقة.
حيث يمكن من خلاله تحديد وجود أكثر من قناة ناسورية أو فروع متشعبة يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية.
ويساعد هذا النوع من الفحص في التعرّف على العلاقة بين الناسور والغدد الشرجية أو العضلات العاصرة، وهو أمر في غاية الأهمية قبل اتخاذ القرار الجراحي، لتجنب أي تأثير على القدرة الطبيعية للتحكم في التبرز بعد العملية.
منظار المستقيم
يستخدم منظار المستقيم كأداة فحص دقيقة تسمح للطبيب برؤية القناة الشرجية والجزء السفلي من المستقيم من الداخل.
كما يتم إدخال المنظار بلطف بعد تهيئة المريض وتخديره موضعياً، حيث يساعد هذا الإجراء في اكتشاف موضع الفتحة الداخلية للناسور إن وجدت.
وكذلك الكشف عن أي التهابات أو أمراض مصاحبة مثل مرض كرون أو التهاب القولون المزمن، كما يمكن من خلال المنظار أخذ عينات صغيرة للفحص المخبري أو التأكد من عدم وجود أورام أو مشكلات أخرى قد تكون السبب في تكوّن الناسور.
أسباب الناسور الشرجي
يحدث الناسور الشرجي نتيجة انسداد إحدى الغدد الصغيرة داخل القناة الشرجية، مما يؤدي إلى تجمع البكتيريا وظهور خراج قد يتطور لاحقاً إلى ناسور.
ورغم إمكانية إصابة أي شخص به، إلا أن بعض الحالات تزداد فيها احتمالات الإصابة، مثل الإصابة المزمنة بالإسهال أو أمراض الأمعاء الالتهابية أو بعد الخضوع للعلاج الإشعاعي لمنطقة المستقيم، كما قد ينشأ الناسور بسبب جرح في القناة الشرجية أو نتيجة أمراض منقولة جنسياً أو التهابات مزمنة مثل التهاب الرتج أو التهاب الغدد العرقية القيحي، وفي بعض الأحيان نتيجة الإصابة بالسل.
انواع الناسور الشرجي
تتنوع أنواع الناسور الشرجي وفقاً لمكانه وسببه وشدة الحالة، فهناك الناسور الداخلي الذي يتكوّن داخل القناة الشرجية ولا يرى من الخارج، وغالباً يسبب نزيفاً أو ألماً أثناء التبرز، بينما الناسور الخارجي يكون ظاهراً قرب فتحة الشرج مصحوباً بألم أو إفرازات، أما الناسور المختلط فهو يجمع بين النوعين الداخلي والخارجي في وقت واحد.
وقد يظهر أحياناً الناسور الملتئم كنتيجة لالتئام طبيعي دون تدخل جراحي أو الناسور الثانوي الناتج عن أمراض أخرى تصيب الشرج، كما أن الناسور الفطري مرتبطاً بالإمساك والإجهاد المزمن أثناء التبرز، ويصنف الناسور الخطير ضمن الحالات النادرة التي تنشأ بسبب أمراض أو أورام أكثر تعقيداً.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بالناسور الشرجي؟
ترتفع احتمالية الإصابة بالناسور الشرجي لدى بعض الأشخاص، وذلك وفقاً لعدد من العوامل الصحية والتاريخ المرضي، فالأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بخراج شرجي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالناسور لاحقاً نتيجة بقاء قناة صغيرة متصلة بين الخراج والجلد الخارجي.
كما يعد مرضى التهابات الأمعاء المزمنة مثل داء كرون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، حيث يؤدي الالتهاب المستمر في بطانة الأمعاء إلى تكون فتحات غير طبيعية تربط القناة الشرجية بالأنسجة المحيطة، كذلك فإن من لديهم تاريخ جراحي في منطقة المستقيم أو خضعوا للعلاج الإشعاعي يكونون عرضة لتلف الأنسجة الذي يسهل تكون النواسير.
أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة سواء بسبب أمراض مزمنة أو أدوية مثبطة للمناعة، فيواجهون صعوبة في مقاومة العدوى، مما يجعل التهابات الشرج أكثر تعقيداً.
الفرق بين الناسور الشرجي والشرخ الشرجي
يعد الشرخ الشرجي تمزقاً في بطانة القناة الشرجية، وهو جرح سطحي لا يتجاوز حدود الغشاء المبطن للشرج، ويسبب ألماً حاداً أثناء التبرز مع نزول كمية بسيطة من الدم، وعلى الرغم من تشابه بعض أعراضه مع أعراض الناسور الشرجي، إلا أن هناك اختلافاً بين الحالتين.
فالشرخ لا يكون قناة أو نفقاً يمتد عبر جدار الشرج إلى الجلد الخارجي كما يحدث في الناسور، ومع ذلك فإن إهمال علاج الشرخ أو تعرضه لعدوى بكتيرية قد يحوله إلى ناسور شرجي، حيث يمكن أن يتجمع الصديد في موضع الجرح ليكون خراجاً، وإذا تم تصريف هذا الخراج بشكل غير كامل أو عشوائي.
فقد ينشأ من خلاله ممر غير طبيعي يصل بين داخل القناة الشرجية والجلد المحيط بها، لذلك يعد علاج الشرخ في مراحله الأولى أمراً ضرورياً لتجنب المضاعفات وتطور الحالة إلى مراحل أكثر تعقيداً.
أضرار الناسور الشرجي
عدم علاج الناسور الشرجي قد يؤدي إلى مشكلات مزمنة وخطيرة بمرور الوقت، ومن أبرزها:
- عدوى متكررة: يبقى الالتهاب نشطاً داخل القناة المصابة، وهذا يكون سبب تكون خراج جديد بعد كل فترة، مما يسبب ألماً متجدداً وتورماً متكرراً حول فتحة الشرج.
- تكون قنوات جديدة: قد يمتد الناسور إلى مناطق أخرى، مكونا مسارات وتشعبات إضافية تجعل العلاج أكثر تعقيداً.
- مضاعفات خطيرة نادرة: في حالات مزمنة وطويلة الأمد، قد يؤدي الالتهاب المستمر وتلف الأنسجة إلى تحول سرطاني في منطقة الشرج.
علاج الناسور الشرجي
يُعتبر علاج الناسور الشرجي خطوة أساسية لا يمكن تجاهلها، حيث أن الناسور لا يشفى تلقائياً مع مرور الوقت، بل يحتاج إلى تدخل طبي وجراحي مدروس لتصريف العدوى وإغلاق القناة غير الطبيعية بشكل نهائي، ويختلف أسلوب العلاج بحسب نوع الناسور وعمقه وامتداده داخل الأنسجة المحيطة، وكذلك بحسب الحالة العامة للمريض.
العملية الجراحية
تعد الجراحة الحل الأساسي لعلاج الناسور الشرجي، حيث تهدف إلى إزالة القناة الناسورية مع الحفاظ على سلامة عضلات الشرج، كما يختار الطبيب نوع العملية وفقاً لموقع الناسور وعمقه، وتشمل أشهر الطرق بضع الناسور (Fistulotomy) للنواسير البسيطة، حيث تفتح القناة بالكامل حتى تلتئم كندبة سطحية.
وإجراء السيتون (Seton) للنواسير العميقة أو المعقدة، ويتم فيه تمرير خيط جراحي داخل القناة لتصريف الالتهاب تدريجياً قبل استئصاله، وتجرى معظم العمليات في العيادات الخارجية ويغادر المريض في اليوم نفسه، بينما تحتاج الحالات الصعبة للبقاء تحت الملاحظة، وبعد الجراحة ينصح بالراحة والعناية بالجرح وتناول الأدوية المقررة لضمان التئام سريع ومنع تكرار الناسور.
العلاج بالليزر
يعد العلاج بالليزر من أحدث التقنيات في علاج الناسور الشرجي، ويتميز بكونه أقل تدخلاً من الجراحة التقليدية، حيث يستخدم شعاع ليزر دقيق لإغلاق القناة الناسورية من الداخل دون الحاجة لشق أو إزالة أنسجة، مما يسرع التئام الجرح ويقلل الألم والمضاعفات مثل سلس البراز.
ويتميز هذا الإجراء بندبات أقل وفترة تعافي قصيرة، ولكنه لا يناسب النواسير العميقة أو المعقدة، حيث يفضل استخدامه في الحالات البسيطة فقط، بينما يحدد الطبيب الخيار الأنسب وفقًا لتقييم الحالة بدقة.
هل يمكن علاج الناسور بدون جراحة؟ أو علاجه بالأدوية؟
يمكن علاج بعض حالات الناسور دون الحاجة إلى تدخل جراحي خاصة في المراحل الأولى من الإصابة أو عندما تكون الأعراض بسيطة ولم تتطور بعد إلى خراج أو التهاب متكرر.
حيث يعتمد نجاح هذا النوع من العلاج على التشخيص المبكر ومدى التزام المريض بتعليمات الطبيب، وبالرغم من أن الأدوية والعناية قد تساعد في السيطرة على الأعراض مؤقتاً.
فإنها لا تعد حلًا نهائياً في جميع الحالات خاصةً إذا كان الناسور متكرراً، لذا ينصح دائماً بمراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة بدقة وتحديد ما إذا كان يمكن الاكتفاء بالعلاج التحفظي أم أن التدخل الجراحي أو الليزر هو الخيار الأمثل للشفاء التام.
نصائح للتعامل الصحيح مع الناسور الشرجي بعد الجراحة
لضمان التئام الجرح سريعاً بعد عملية الناسور وتجنب أي مضاعفات، يجب الالتزام بتعليمات الطبيب واتباع النصائح التالية:
- الامتناع عن الاستحمام في أول 24 ساعة بعد العملية، والنوم على أحد الجانبين لتخفيف الألم وتقليل الضغط على موضع الجرح.
- ارتداء ملابس فضفاضة لتجنب الاحتكاك بالمنطقة المصابة، والجلوس على وسادة ناعمة أو دائرية لتخفيف الضغط أثناء الجلوس.
- وضع شاش طبي داخل الملابس الداخلية لامتصاص أي إفرازات، وتقليل الحركة والمشي قدر الإمكان خلال الأيام الأولى.
- طلب المساعدة من العائلة أو الأصدقاء في فترة التعافي، وأخذ قسط كافي من الراحة وإجازة ليوم أو أكثر بعد العملية.
- تجنب الأنشطة المجهدة والرياضات العنيفة لمدة لا تقل عن أسبوع، والالتزام التام بتعليمات الطبيب ومتابعة الحالة بانتظام لضمان شفاء كامل وآمن.
أسئلة شائعة
هل هناك علاج نهائي للناسور؟
نعم، يمكن علاج الناسور الشرجي نهائياً في كثير من الحالات، ويعد التدخل الجراحي هو الحل الأكثر فاعلية للتخلص منه.
حيث تختلف طرق العلاج الجراحي حسب نوع الناسور وموقعه، وتشمل الجراحة التقليدية أو الليزر، ويهدف العلاج إلى إزالة الناسور ومنع تكراره مع الحفاظ على سلامة عضلات الشرج.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالناسور الشرجي؟
الوقاية من الإصابة بالناسور الشرجي تتمثل في الحفاظ على نظافة منطقة الشرج، وعلاج أي التهابات أو خراجات في وقت مبكر قبل أن تتطور إلى ناسور، بالإضافة إلى تناول غذاء غني بالألياف لتجنب الإمساك، وشرب كميات كافية من الماء.
هل يمكن تكرر الإصابة بالناسور الشرجي؟
بالرغم من أن العلاج الجيد يقلل من احتمال عودة الناسور، إلا أن تكرار الإصابة ممكن في بعض الحالات، خاصة إذا لم يعالج السبب الأساسي مثل التهابات الغدد الشرجية أو ضعف المناعة، لذا من المهم المتابعة المنتظمة مع الطبيب بعد العلاج لضمان الشفاء الكامل.
وفي الختام، يمكننا القول بأن الناسور الشرجي يعد من أكثر المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة الحياة.
حيث يتسبب في ألم مزمن ومضاعفات قد تعيق المريض عن ممارسة أنشطته اليومية، وتنشأ هذه الحالة نتيجة التهابات أو خراجات لم تعالج بالشكل الصحيح.
فتتطور إلى قناة غير طبيعية بين الجلد ومنطقة الشرج، لذلك لا تتجاهل الأعراض، واحجز الآن موعدك في عيادة دكتور أيمن أبو ليلة للحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال يضمن لك راحة وأماناً تاماً.